في تاريخ العنتريات الأدبية العربية الموروثة، فراسة وشجاعة وقصة عشق خالدة مازالت تروى وتتناقلها الأجيال.. جيلاً بعد جيل كمعلقات أنشدها في حب ليلى.. عنتر واحد.
هو ذلك ابن شداد العبسي الذي لم يتنبأ أن يأتي زمن بعد زمنه بمئات السنين يمارس فيه الناس هواية، ورياضة غير الرماية وركوب الخيل.
وان يحمل اسمه كنية.. لاعب جزائري هو عنتر ابن يحيى.
والرياضة المعنية بهذه المناسبة هي لعبة مدورة أطلق عليها كرة القدم افتتنت بها الملايين من البشر وشعوب الأرض إلى الدرجة التي أصبحت تمثل بالنسبة لكثيرين منهم كالماء والهواء في حياتهم اليومية.
وتحولت فيها مبارياتها التنافسية بين منتخبات بعض بلداننا العربية إلى «حرب كلامية واحتكاكات لفظية وتشنجات جماهيرية اشعلت نيرانها بعض القنوات الرياضية المنفلتة فضائياً دون خضوعها لرقابة ذاتية أو رسمية.
وما حدث من أحداث سبقت مباراة مصر والجزائر باستاد القاهرة يوم السبت الماضي 14 نوفمبر تسببت فيها تلك التعليقات والتصريحات المسمومة التي بثتها لايجاد فرقة بين البلدين الشقيقين تلقي بظلالها على المباراة بعد انطلاقتها.. وحدوث ما لا يحمد عقباه ـ ولكن «ربك ستر» وسما الفريقان بمستواهما وأخرجاها بتلك الصورة التنافسية القوية التي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدفيه وإحالة أوراق فك الارتباط بينهما بإقامة المباراة الفاصلة على النحو الذي أريد لها أن يستضيفها السودان بقرار من الفيفا ورضا الطرفين.
ولعبت مباراة الفرصة الأخيرة المتساوية لكلا الفريقين على أرض استاد المريخ بأم درمان لتحديد أيهما أحق بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا ممثلاً للقارة وللكرة العربية بعد خروج المنتخبات الشقيقة الأخرى تباعاً.
كلمات لها ايقاع
كان يوم الأربعاء أمس الأول الثامن عشر من نوفمبر 2009 يوماً تاريخياً للفريقين الجزائري والمصري اللذين تنافسا بشرف داخل الملعب دون أن يسمحا للأجواء والأحداث التي صاحبت مباراة القاهرة أن تستصحب تداعياتها أدائهما أو أن تؤثر على سيرها طوال شوطين.. حتى بعد أن أحرز عنتر بن يحيى هدف فريقه الجزائري الوحيد في الدقيقة «40» عاد الفريقان في الشوط الحاسم أكثر حرصاً على الوصول إلى المرميين من الألتفات إلى شيء يمكن أن يصرفهما على إنجاح اللقاء التاريخي الذي دخل من أوسع أبوابه عنتر المونديالي.. والبلد المضيف الذي أحسن التنظيم والاستضافة.
لقد وصل محاربو الصحراء «إلى كأس العالم بمهارة لاعبهم الذي عرف كيف يخترق السد العالي!